الخصية المعلقة عند الأطفال هو أحد الأمراض الشائعة تحدث بكثرة في العالم في الآونة الأخيرة وبالأخص في المجتمعات العربية، حسبما تؤكد الإحصائيات الأخيرة والتي تنشر بشكل دوري في المجلات العلمية، فالإحصائيات تقول بأن من 2-5 % من إجمالي المواليد الذكور يعانون من خصية معلقة في إحدى الخصيتين، أو الخصيتان معا. ويذكر إنها ظاهرة شائعة جدا لدى الطفل الذكر الذين ولدوا قبل موعد الولادة الطبيعي بعدة أسابيع، وهي الفترة الذي تتحرك و تنزل فيه الخصية من مكانها في تجويف البطن إلي المكان الجديد في كيس الصفن.
لم يخلق الله أي شئ إلا لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالي، فبالنسبة للخصية بان مكانها الطبيعي هو ” كيس الصفن ” حيث يتاح لها هناك درجة حرارة مناسبة تكون أقل من درجة حرارة الجسم، لكي تستطيع أن تؤدي عملها بشكل صحيح وسليم وبدون أي مشاكل، ولكن عندما تصبح الخصية معلقة فإن هذا سوف يقلل من الكفاءة التي تعمل بها، ويؤدي بالتالي إلي مشاكل تتعلق بعملية الإنجاب بعد الزواج.
لايوجد أعراض واضحة للخصية المعلقة عند الأطفال، يظهر فقط كيس الصفن فارغ، يمكن تشخيص الحالة بالفحص الخارجي للخصية عند الولادة، أو بعد الولادة بفترة قليلة. [1]
في بعض الحالات تنكمش الخصيتان فلا تظهر الخصية في كيس الصفن، في هذه الحالة لايوجد مشكلة، حيث أنها حالة طبيعية لا تحتاج للعلاج، لكن يجب تمييزها والتفرقة بين انكماش الخصية وبين الخصية المعلقة من طبيب مختص.
تشخيص مرض الخصية المعلقة لايحتاج إلي فحوصات، حيث يسهل التعرف عليه، لكن في بعض الحالات النادرة لا يتم اكتشاف الخصية المعلقة بالفحص الجسدي ويلجأ الطبيب للمنظار للتأكد من وجود الخصيتين في البطن.
يبدأ العلاج بعد ساعات من ولادة طفلك، فيجب على الوالد والوالدة و الطبيب المعالج له أن يتأكد من ”فحص الخصية “لدي الطفل والتأكد من نزولها في مكانها الطبيعي، وأنها غير معلقة خارج كيص الصفن بين “تجويف البطن” وبين ” كيس الصفن”.العلم يؤكد بأن في 50% من الأطفال يحدث نزول كامل ” للخصيتين ” إلي مكانهم الطبيعي في خلال الست شهور الأولي بعد الولادة،ولكن في الأحيان يتأخر حدوث ذلك إلي ما بعد فترة الست شهور، ولكن على كل حال يجب على الأسرة أن تتابع مع ” الطبيب” هذا الأمر وفي حالة عدم حدوث النزول الصحيح لـ ” الخصية ”، خلال تلك الفترة فأنه سيكون من المؤكد التدخل الجراحي المبكر من أجل جعل “الخصية” في مكانها الطبيعي داخل كيس الصفن
البعض قد يتساءل لماذا يفضل عملية التدخل الجراحي المبكر في علاج الخصية الهاجرة عن الانتظار حتي يبلغ الطفل ومن ثم إجراء العملية؟. الأطباء يؤكدون بأن التدخل الجراحي المبكر هو العلاج الأمثل لهذه المشكلة، حيث أن التأخير في إجراء تلك العملية سيكون له مشاكل صحية عديدة، أهمها يتعلق بمشاكل الخصوبة لدي الرجال بعد الزواج، وهو أمر خطير خصوصًا كونه قد يصل إلي ضعف الخصوصة المستديم وكذلك “العقم وعدم الإنجاب”، بل وربما ما هو أخطر ما ذلك وهو مرض “سرطان الخصية” عافانا الله وإياكم.